مقدمة عن السياحة وأهميتها: تعد السياحة نوعاً هاماً من أنواع الأنشطة التجارية والاستثمارية عالية الربحية، فقد أصبحت صناعة رئيسية علي النطاق العالمي، ومن المتوقع أن تنمو نمواً متواصلاً، حيث زاد عدد السياح علي المستوي الدولي ثلاثة أمثاله في العقدين الماضيين، وتعد السياحة والسفر أكبر مصدرين للعمالة في العالم. تعتبر السياحة من أكثر الصناعات نمواً في العالم، فقد أصبحت اليوم من أهم القطاعات في التجارة الدولية، إن السياحة من منظور اقتصادي هي قطاع إنتاجي يلعب دوراً مهماً في زيادة الدخل القومي وتحسين ميزان المدفوعات، ومصدراً للعملات الصعبة، وفرصة لتشغيل الأيدي العاملة، وهدفاً لتحقيق برامج التنمية. ومن منظور إجتماعي وحضاري، فإن السياحة هي حركة ديناميكية ترتبط بالجوانب الثقافية والحضارية للإنسان؛ بمعنى أنها رسالة حضارية وجسر للتواصل بين الثقافات والمعارف الإنسانية للأمم والشعوب، ومحصلة طبيعية لتطور المجتمعات السياحية وارتفاع مستوى معيشة الفرد. الجدير بالذكر أنه على الصعيد البيئي تعتبر السياحة عاملاً جاذباً للسياح وإشباع رغباتهم من حيث زيارة الأماكن الطبيعية المختلفة والتعرف على تضاريسها وعلى نباتاتها والحياة الفطرية، بالإضافة إلى زيارة المجتمعات المحلية للتعرف على عاداتها وتقاليدها. لقد غدت السياحة المستدامة منهجاً وأسلوباً تقوم عليه العديد من المؤسسات السياحية العالمية، وعلى غير ما يعتقد الكثير فإن تطبيق مفهوم السياحة المستدامة لا يعد مكلفاً من الناحية المالية، فله عائده المعنوي والمادي، ويعود بالربح والفائدة على المؤسسات السياحية. إن تطبيق مفهوم الاستدامة السياحية يعتمد على ثلاثة جوانب هامة: أولاً: العائد المادي لأصحاب المشاريع السياحية. ثانياً: البعد الاجتماعي، على اعتبار أن هذه المؤسسات هي جزء من المجتمع المحلي وعليها الاستفادة من الخبرات والكفاءات المحلية ما أمكن، بالإضافة إلى إشراك المجتمع المحلي والأخذ برأيه. ثالثاً: البيئة، حيث تعامل هذه المؤسسات على أنها جزء من البيئة، وبالتالي يجب عليها المحافظة على الموارد الطبيعية من ماء وطاقة ونباتات وأحياء طبيعية لدرء أي خطر من مشاكل التلوث والتدهور.
مكونات السياحة: تتداخل نشاطات السياحة مع العديد من المجالات، وفي ما يلي المكونات الأساسية للسياحة التي يجب أخذها بعين الاعتبار في أي عملية تخطيط: • عوامل وعناصر جذب الزوار: تتضمن العناصر الطبيعية مثل المناخ والتضاريس والشواطئ والبحار والأنهار والغابات والمحميات، والدوافع البشرية مثل المواقع التاريخية والحضارية والأثرية والدينية ومدن الملاهي والألعاب. • مرافق وخدمات الإيواء والضيافة: مثل الفنادق والنزل وبيوت الضيافة والمطاعم والاستراحات. • خدمات مختلفة: مثل مراكز المعلومات السياحية ووكالات السياحة والسفر، ومراكز صناعة وبيع الحرف اليدوية والبنوك والمراكز الطبية والبريد والشرطة والادلاء السياحيين. • خدمات النقل: تشمل وسائل النقل على أختلاف أنواعها إلى المنطقة السياحية. • خدمات البنية التحتية: تشمل توفير المياه الصالحة للشرب والطاقة الكهربائية والتخلص من المياه العادمة والفضلات الصلبة، وتوفير شبكة من الطرق والاتصالات. • عناصر مؤسسية: تتضمن خطط التسويق وبرامج الترويج للسياحة، مثل سن التشريعات والقوانين والهياكل التنظيمية العامة، ودوافع جذب الاستثمار في القطاع السياحي، وبرامج تعليم وتدريب الموظفين في القطاع السياحي.
مكوّنات السياحة البيئية: إن أهم عوامل ومكوّنات عناصر السياحة البيئية هي التالية:
• العوامل الطبيعية الإيكولوجية: وتضم العناصر والأنظمة الحيوية، وتلك التي تقدّمها الطبيعة كليّاً، مثل سطح الأرض وما عليه من جبال ووديان وغابات ومغاور وأنهار ومحميات وصحارى، وأنواع المشاهدات والخبرات الواسعة المتضمنة فيها، أو التي عمل عليها الإنسان مثل الحدائق والمنتزهات. • العوامل المناخية: أي الفصول المناخية وما تقدّمه من عناصر وإمكانات وتحوّلات في الصيف أو الشتاء، في الربيع أو الخريف، وبحيث تتحوّل هذه العناصر إلى مكوّنات سياحية كبرى، من مشاهدة الغروب على شاطىء البحر أو ممارسة التزلج على الثلج في الجبال اللبنانية، أو السهر مع النجوم في الصحراء بعيدًا عن كل إنارة. • العوامل البيولوجية: مثل الثروات النباتية المتنوعة، من أزهار، وأشجار، ونباتات، ومياه معدنية، إلى الثروة الحيوانية والسمكية، من طيور وأسماك وكائنات بحرية وبرية مختلفة. • مراقبة الطيور Bird Watching (المقيمة والعابرة): وتعتبر مرفقاً سياحيًا بيئيًا جديدًا مهمًا، وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط. فالمنطقة، ولأسباب جغرافية ومناخية، هي مقر لسلالات وأنواع طيور خاصة بها، كما إنها ممر تقليدي لحركة الطيور المهاجرة بين الشمال (ذي المناخ القارس شتاءً) والجنوب (ذي المناخ الحار صيفًأ). تشكّل ممرات عبور أو مرور الطيور بابا سياحيًا إضافيًا يطلبه المهتمون والعلماء وهواة النوع. وتكثر مواقع مراقبة حركة الطيور المهاجرة على طول الشاطىء المتوسطي الشرقي أو على خط الهجرة الداخلي عبر وادي البقاع، جدير بالذكر ان دولاً مثل عُمان بدأت تكتسب سمعة عالمية في هذا الحقل. • مراقبة النجوم في السماوات الصافية لبلدنا والبلدان العربية الأخرى في مقابل سماوات دول الشمال التي تحجبها الغيوم في غالب أيام وليالي السنة، وبعيدا عن حواضر التمدّن حيث تحجب الأنوار الإصطناعية ضوء النجوم. تقدّم سماوات الصحارى والمناطق النائية من بلداننا عنصر جذب سياحي بيئي مطلوب بكثرة بين السيّاح القادمين من دول الشمال، وعلى سبيل المثال ققد استحدثت سلطة السياحة في دُبَي مناطق في الصحراء لهواة هذا النوع من السياحة. • العوامل الثقافية المادية: المواقع والآثار المصنّفة تاريخية (القديمة أي ما قبل سنة 1700) أو الحديثة، في وسعها ان تكون عوامل إيجابية متجاورة أو ضمن المحيط البيئي. فالقصور أو القلاع غالباً ما يحيط بها محيط بيئي من حدائق ومياه وأحيانا محميات هي إطار صالح لتنمية الموارد البيئية من نبات وطيور. كما يمكن في حدود معينة استخدام القلاع والصور والأديرة والخانات بمثابة نزل أو بيوت ضيافة للسياح البيئييين. • العوامل الثقافية غير المادية: وتتكوّن من تاريخ وديانات ومعطيات السكان المحليين، وطبيعة مجتمعاتهم، وأنظمة عيشهم وأزيائهم وفولكلورهم ولغاتهم وطقوسهم وعاداتهم وما إلى ذلك من عناصر جذب قوية لسيّاح اليوم. • عوامل الرياضة والتسلية البيئية أو شبه البيئية: وتضم رياضات كثيرة مثل المشي، الركض الخفيف، التسلّق، السباحة، المشي في الليل، المشي في الثلج والتزلّج الثلجي والمائي والتجذيف، وسواها من الرياضات التي تقوم على فكرة التمتّع بتقديمات الطبيعة. كذلك شبكات التسلية وحل الأحاجي والبرامج التي تجمع التربية إلى التسلية في الطبيعة ومن ضمنها التزلّج الثلجي في الحدود التي لا تؤدّي إلى تدمير المحيط الطبيعي. • بعض السياحات البحرية والنهرية الصديقة للبيئة أو غير المؤذية لها، مثل السباحة والغطس والكاياك ومراقبة البيئة البحرية وسواها. • التخييم واختبار العزلة ةالاستقلالية لفترة ما. • مشاركة المجتمع المحلي نمطه المعيشي لفترة ما، وبخاصة في السكن والطعام والطقوس، وأحيانا في منازل تقليدية حقيقية أو مركبة. • الإحتفالات والمناسبات: مثل المهرجانات والمناسبات والأعراس والمراسم الشعبية والمعارض الحرفية والغذائية والفنون وسواها وهي باب تنموي– اقتصادي نظيف يفيد منه السكان المحليون في المواقع البيئية أو جوارها، والذين يحرمون غالبا من فرص النشاط التجاري الكثيف اسوة بما تقدّمه أنماط السياحة التقليدية من مقاهٍ ومطاعم ودور لهو وسواها. • المتاحف والمعارض الفنية، الدائمة والموسمية، والتي تقدّم خبرات ومشاهدات ثقافية وتراثية جميلة، غير مؤذية للبيئة، بل في وسعها أن تكون مدخلاً لتعريف السياحة بثقافة وبيئة وناس المنطقة التي يقصدها. • فنادق بيئية أو أماكن ضيافة بيئية أو شبه بيئية متخصصة، بهدف التمتع بالهدوء والعزلة، أو لهدف استشفائي أو لأغراض تربوية وفنية، وقد شاع أحيانا نمط السكن التقليدي معامل جذب سياحي. • أنشطة علمية بيئية، دائمة أو لفترات محددة، كالتعرّف والمشاركات الحيّة والإنتربولوجية في مختبرات أو في الحقل – ولا ننسى ان طريقة عمل الإثنولوجي هي العيش في المجتمع المحلي دون تغيير طبيعته. • إحياء أو إعادة تركيب ممارسات تراثية منقرضة، أو في طريقها إلى الإنقراض، مادية أو غير مادية مثل القرية الفرعونية، القرية الفينيقية، خيمة الشعر، الخ. • التصوير على أنواعه، ومجاله الاوسع كان دائما الطبيعة. • زيارة المعالم البيئية المجاورة مثل محمية أرز الشوف وحرج الصنوبر في منطقة ضهور الرملة في قضاء جزين وشلال مدينة جزين، والمعالم الأثرية المجاورة متل قلعة نيحا الشوف، وقصر بيت الدين، ودير القمر، وآثارات صيدا والصرفند وصور وقلعة الشقيف.
إن السياحة البيئية ذات التوازن البيئي ظاهرة جديدة تستوجب البحث والدراسة للعديد من العناصر ومنها: 1- التأمل في الطبيعة. 2- دراسة النباتات. 3- التعرف علي الأنواع المختلفة للحيوانات. 4- كيفية توفير الراحة للإنسان. 5- محاولة ربط الاستثمار والمشاريع الإنتاجية للمجتمع المحلي مع حماية البيئة. 6- دراسة التنوع الحيوي والثقافي للمناطق السياحية. 7- اعداد برامج سياحية تعتمد علي توجيه العملية السياحية الي المواقع ذات الطابع البيئي مع التأكد بممارسة سلوكيات سياحية دون المساس بالبيئة المحيطة أو التأثير عليها. إن السياحة والبيئة هما قطاعان يكمل كل منهما الاخر من حيث الرؤية والاهداف، فالبيئة السليمة هي المناخ الملأئم لتحقيق التنمية السياحية المستدامة، والسياحة المستدامة تركز علي وجود تخطيط بيئي سليم.
ما هي السياحة البيئية؟ وكيف نشأت؟ ظهر مصطلح السياحة البيئية "Eco-Tourism" منذ مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، وهو مصطلح حديث نسبياً، جاء ليعبر عن نوع جديد من النشاط السياحى الصديق للبيئة، الذي يمارسه الإنسان، محافظاً على الميراث الفطرى الطبيعي والحضاري للبيئة التي يعيش فيها، ويمارس فيها نشاطه وحياته، وهو في هذه الممارسة والحياه ليس حراً مطلقاً، يفعل ما يشاء دون حساب، بل هو حر مسئول عن ما يفعله، وهو يعيش في إطار المعادلة الآتية:
مفهوم السياحة البيئية والاستدامه: هي عملية تعلم وثقافة وتربية بمكونات البيئة، وبذلك فهي وسيلة لتعريف السياح بالبيئة والانخراط بها، أما السياحة المستدامة فهي الاستغلال الأمثل للمواقع السياحية من حيث دخول السياح بأعداد متوازنة للمواقع السياحية على أن يكونوا على علم مسبق ومعرفة بأهمية المناطق السياحية والتعامل معها بشكل ودي، وذلك للحيلولة دون وقوع الأضرار على الطرفين.
و تلبي السياحة المستدامة احتياجات السياح مثلما تعمل على الحفاظ على المناطق السياحية وزيادة فرص العمل للمجتمع المحلي وهي تعمل على إدارة كل الموارد المتاحة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو جمالية أو طبيعية في التعامل مع المعطيات التراثية والثقافية، بالإضافة إلى ضرورة المحافظة على التوازن البيئي والتنوع الحيوي، وقد ركزت المنظمة العالمية للسياحة WTO على مفهوم السياحة المستدامة في إعلان مانيلا 1980، وفي اكوبولكو 1982، وفي صوفيا 1985، وفي القاهرة 1995.
وقد وصف (Colvin, 1991) السائح البيئي بأنه شخص يتصف بالخصائص التالية: • وجود رغبة كبيرة للتعرف على الأماكن الطبيعية والحضارية. • الحصول على خبرة حقيقية. • سهل التكيف حتى بوجود الخدمات البسيطة وتحمل الإزعاج والسير ومواجهة الصعوبات بروح طيبة. • إيجابي وغير انفعالي. • تحبيذ إنفاق النقود للحصول على الخبرة وليس من أجل الراحة. • الحصول على الخبرة الشخصية والاجتماعية. • عدم تحبيز توافد السياح إلى الأماكن بأعداد كبيرة. • تحمل المشاق والصعوبات وقبول التحدي للوصول إلى هدفه. • التفاعل مع السكان المحليين والانخراط بثقافتهم وحياتهم الاجتماعية. والجدول يقارن بين التنمية السياحية التقليدية والتنمية السياحية المستدامة:
التنمية السياحية التقليدية التنمية السياحية المستدامة مفاهيم عامة تنمية سريعة تنمية تتم علي مراحل ليس لها حدود لها حدود وطاقة استيعابية معينة قصيرة الاجل طويلة الاجل سياحة الكم سياحة الكيف إدارة عمليات التنمية من الخارج إدارة عمليات التنمية عن طريق السكان إستراتيجيات التنمية تنمية بدون تخطيط تخطيط أولاً ثم التنمية تخطيط جزئي لقطاعات منفصلة تخطيط شامل متكامل التركيز علي إنشاء وحدات لقضاء الاجازات مراعاة الشروط البيئية في البناء وتخطيط الأرض مباني حضرية تقليدية أنماط معمارية محلية برامج خطط لمشروعات برامج خطط مبنية علي مفهوم الاستدامة مواصفات السائح مجموعات وأعداد كثيفة من السياح حركة أفراد ومجموعات صغيرة فترات الاقامة قصيرة فترات إقامة طويلة ضوضاء وأصوات مزعجة رزانة وهدوء في الأداء في الغالب زيارة واحدة للمكان إحتمال تكرار الزيارة مرة أخرى للمكان مستويات ثقافية مختلفة مستوي عالي من الثقافة والتعليم المصدر: عطا الله، فاروق(2003)، ص 62. تعريف مجلس إدارة جمعية السياحة البيئية: هي السفر المسئول إلى المناطق الطبيعية الذي يحافظ على البيئة ويدعم تحقيق الرخاء للسكان المحليين. تعريف الصندوق العالمي للبيئة: هي السفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعي إلى الخلل، وذلك للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية وتجليات حضاراتها ماضياً وحاضراً، ويعتبر هذا النوع من السياحة هاماً جداً للدول النامية، لكونه يمثل مصدرا للدخل، إضافة إلى دوره في الحفاظ على البيئة وترسيخ ثقافة وممارسات التنمية المستدامة. والخلاصة أن السياحة البيئية هي:
السفر والانتقال من مكان لآخر بغرض الاستمتاع والدراسة والتفهم والتقدير وبروح المسؤولية للمناطق الطبيعية البكر وما يصاحبها من مظاهر ثقافية تقليدية وبتعبير آخر هي مجموعة أفكار وخطوط تهدف جميعها إلى المحافظة على الموروثات السياحية الحضارية والأثرية والدينية والصحية والطبيعية بكل عناصرها من مصادر المياه المعدنية ونباتات وحيوانات وطيور وجبال وغابات وصحراء وفق خطة استراتيجية بعيدة المدى تعمل على خلق سياحة شاملة رفيقة بالبيئة.
وأيضاً تعني السياحة البيئية مزاولة أنشطة رشيدة غير ضارة بالبيئة مثل السير على الاقدام في واد أو ساحل بحر أو ارتياد براري ومرتفعات وغابات وضفاف أنهر بغرض البحث والدراسة أو استكشاف مناطق نائية، ولتعميق المعرفة بالبيئات الطبيعية ومكوناتها الأحيائية وغير الاحيائية وكيفية التعامل السليم معها بعناية خاصة وبدرجة عالية من الأمانة والوعي والإحساس بخصائصها ومتطلباتها.
وتستثمر السياحة البيئية نتائج المحافظة على البيئة والطبيعة في قالب جديد يعطي الفرصة لدعم الدخل الوطني وتنويع مصادره مع ضمان استمرار النظم البيئية والتنوع الأحيائي والمحافظة على جمال الطبيعة ورونقها بكامل محتوياتها من ألوان التراث الطبيعي والتاريخي حتى تكون مصدراً لتعليم الأبناء والأحفاد وللانتفاع بها اقتصادياً من خلال تنمية برامج استغلال رشيدة، ولقد شهدت السنوات العشرون الماضية طفرة هائلة في صناعة السياحة رافقها أيضاً اتجاه عالمي حثيث نحو الاهتمام بالبيئة ولما كانت البيئة الطبيعية للبلدان هي الأكثر تأثراً بصناعة السياحة فقد اطلقت منظمة الأمم المتحدة حملة عالمية لهذا الغرض واعلنت عام 2002م عاماً للسياحة البيئية بهدف تنشيط وتطوير فكرة تحويل السياحة إلى قطاع يحافظ على البيئة ومساند لها بعكس المفهوم الذي ساد طويلاً قبل ذلك بأن السياحة على عداء مع البيئة.
إن مصطلح السياحة البيئية Eco-Tourism، وإن لم يكُ محدداً بدقة وبالتفصيل حتى الآن، باعتباره قيد التأسيس والمراجعة باستمرار، إلا أن محاوره عموما هي كما يلي:
1. هي سياحة خضراء نظيفة، تستند إلى البيئة والطبيعة أساساً، تزيد ما هو جميل وممتع ومفيد في النشاط السياحي، ودون أن تكون ضارة أو مخرّبة أو مفسّدة على المستويات الإيكولوجية والإجتماعية والثقافية. 2. هي سياحة مسؤولة، راشدة، أي سياحة يحكمها الوعي والعقل والحس بالمسؤولية وليس بالغرائز فقط، ولكن ماذا نعني بالمسؤولية؟ 3. وهي، في ذلك كله، سياحة بالتعريف الكلاسيكي، أي هدفها الترويج والتعرّف واختبار المختلف والتجديد الشخصي والنفسي. 4. ليست مجرد سياحة في البيئة كموضوع يُستَهلك، بل سياحة مع البيئة، مع موقف إيجابي مسؤول تجاهها، وهو دور الوعي والثقافة والإلتزام ثم الممارسة. 5. هي سياحة مستدامة sustainable تتجدد مواردها، فلا تنضب بفعل الاستعمال الكثيف الأعمى كما يحدث الآن. وعليه فنتائجها هي في صالح السياحة الوطنية وفي صالح البيئة معاً، وهي في صالح التنمية المحلية والوطنية على المدى المتوسط والبعيد. 6. يصب الاستخدام السائد حتى الآن في اتجاه واحد هو التنمية المستدامة sustainable development، حين لا يمنع نمط سياحي ما، أو ممارسة سياحية ما، استدامة الموارد البيئية بالمعنى الواسع "الطبيعي، الثقافي، الاجتماعي"، أو حين يعزز ذلك النمط أو تلك الممارسة من استدامة الموارد البيئية، يمكن الحكم ان النمط السياحي ذاك، أو الممارسة السياحية هذه، مقبولة وصديقة ومتصالحة مع البيئة، والى حد الذي يسمح بالقول أنها سياحة بيئية.
وقد مر مفهوم السياحة البيئية تاريخياً بثلاث مراحل هي: المرحلة الأولى: مرحلة حماية السائح من التلوث: من خلال توجيهه للمناطق التي لاتحتوي على تهديد له أو تعرضه لأخطار التلوث خاصة في المناطق البعيدة عن العمران، الاّ أن هذه المرحلة صاحبها أخطار هددت البيئة نفسها نتيجة لبعض السلبيات التي مارسها السائح والشركات السياحية مما أدى لفقدان المناطق الطبيعية صلاحيتها وتهديد الأحياء الطبيعية فيها. المرحلة الثانية: مرحلة وقف الهدر البيئي: من خلال استخدام سياحة وأنشطة سياحية لا تسبب أي هدر أو تلوث وبالتالي تحافظ على ماهو قائم وموجود في الموقع البيئي. المرحلة الثالثة: مرحلة التعامل مع أوضاع البيئة القائمة: من خلال إصلاح الهدر البيئي ومعالجة التلوث البيئي وإصلاح ماسبق أن قام الإنسان بإفساده وإرجاع الأوضاع لما كانت عليه أو معالجة الاختلالات البيئية لتصبح أفضل وأحسن.
قواعد السياحة البيئية: نظرا لأن السياحة البيئية كانت مجرد فكرة وليس منهجا لدى أصحاب المشاريع السياحية أو الحكومات، فقد كان يروج لها بدون معرفة قواعدها ومنهجها، واليوم غدت السياحة البيئية منهجا يجب الأخذ به لا شعارات تطرح وتردد، ولا بد أن يعي المستثمرون السياحيون والحكومات جدوى تطبيق منهج السياحة البيئية وفهم مرتكزاتها، ووضع القوانين والأنظمة التي تنظم العملية السياحية المرتبطة بها، وإذا تمت الموافقة على قواعد السياحة البيئية، يمكن تطوير بعض الإرشادات السياحية، والتي ستساعد في تقليل الآثار السلبية للسياحة والمحافظة على الموارد الطبيعية والبشرية. • تقليل الآثار السلبية للسياحة على الموارد الطبيعية والثقافية والاجتماعية في المناطق السياحية. • تثقيف السياح بأهمية المحافظة على المناطق الطبيعية. • التأكيد على أهمية الاستثمار المسؤول، والذي يركز على التعاون مع السلطات المحلية من أجل تلبية احتياجات السكان المحليين والمحافظة على عاداتهم وتقاليدهم. • إجراء البحوث الاجتماعية والبيئية في المناطق السياحية والبيئية لتقليل الآثار السلبية. • العمل على مضاعفة الجهود لتحقيق أعلى مردود مادي للبلد المضيف من خلال استخدام الموارد المحلية الطبيعية والإمكانيات البشرية. • أن يسير التطور السياحي جنباً إلى جنباً مع التطور الاجتماعي والبيئي، بمعنى أن تتزامن التطورات في كافة المجالات لكي لا يشعر المجتمع بتغيير مفاجئ. • الاعتماد على البنية التحتية التي تنسجم مع ظروف البيئة، وتقليل استخدام الأشجار في التدفئة، والمحافظة على الحياة الفطرية والثقافية. وفي أوائل التسعينات ظهرت عدة مطبوعات وصفت السياحة البيئية بأنها صناعة واعدة وجاء في دراسة وضعتها "اليزابليث بو" وعنوانها "السياحة البيئية، الإمكانات والمخاطر" وقد نشرها صندوق حماية الحياة البرية بالولايات المتحدة الأمريكية عام1990م. لعل الهدف الرئيسي من السياحة البيئية هو الحصول على جزء من سوق السياحة العالمي عن طريق اجتذاب الزائرين والسائحين إلى المناطق الطبيعية، واستخدام إيرادات استثمارها سياحياً في تمويل القدرات المحلية وتدعيم التنمية الاقتصادية، وفي عام 1990 تم تشكيل جمعية السياحة البيئية لتوحيد دوائر السياحة والحفاظ على البيئة واهتمت الجمعية بعدة موضوعات واتجاهات رئيسية لها وهي علي النحو التالي: 1- نمو سوق السياحة بشكل عام. 2- تزايد السفر إلى المناطق الطبيعية خاصة النمو المطرد للمتنزهات والغابات المحلية في الدول النامية. 3- السخط الواسع على البرامج السياحية المتواضعة التي تعرضها شركات السياحة والسفر. 4- الحاجة الملحة إلى توفير موارد مالية وبشرية لإدارة مناطق المحميات الطبيعية بالطريقة التي تلائم احتياجات سكان المناطق الريفية المحلية. 5- الاعتراف بأهمية السياحة في مجال التنمية المستدامة وفي عام 1990 بدأ القطاع الخاص، الذي يعتمد بالفعل على مناطق الجذب السياحي الطبيعية أو رحلات المغامرة، يدرك إمكانية القيام بمبادرة للحفاظ على البيئة ومنح مزايا كبيرة للسكان المحليين وبدا منظمو الرحلات يلعبون دورا مبكراً في هذه الحركة وزعم بعض هؤلاء المنظمين انهم يتبعون مبادئ السياحة هذه لمدة تتراوح من عشرين إلى ثلاثين عاماً في بعض المناطق في العالم. لقد بدأت المجتمعات المحلية الراغبة في الحصول على مزايا اقتصادية من السياحة في صياغة الاستراتيجيات الخاصة بها للحفاظ على السياحة كأهمية حضارية في الوقت الذي يوفرون فيه دخلاً ضرورياً لسكان المناطق الريفية مثلاً وقد أصبح هذه النمط من السياحة المعتمد على المجتمع المحلي جزءاً مكملاً للسياحة البيئية والطبيعية حيث ان أهداف المجتمع المحلي تنحصر عادة في الحفاظ على البيئة المحلية واستغلال الموارد الطبيعية المحلية كعنصر رئيسي من عناصر الجذب السياحي. ضرورة السياحة البيئية: السياحة البيئية كنشاط له اتصالاته بلأنشطة الأخرى حيث يأخذ منها ويعطيها وهي جسر عابر وناقل يتم من خلاله عبور الاقتصاد الوطني بل والعالمي من وضع معين إلى أوضاع أفضل وأرقى وأحسن وتتمثل ضرورة السياحة البئية في النقاط التالية: 1- التوضيف البشري للعاطلين عن العمل في الدولة. 2- زيادة وتنمية الناتج القومي الإجمالي للدولة. 3- تحسين وزيادة الدخل القومي الإجمالي للدولة. 4- تحسين ميزان المدفوعات عن طريق زيادة حصيلة النقد الأجنبي وحصيلة الضرائب المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن ممارسة النشاط السياحي البيئي. 5- تطوير هيكل الإنتاج الوطني والمنتجات الوطنية وتأثيرها على توزيع أولويات الإنفاق والاستهلاك والادخار والاستثمار. 6- زيادة العائد والمردود الاقتصادي التمولد عن ممارسة أنشطة السياحة البيئية سواء للمشروعات أو الحكومات أو الأفراد العاملين في المشروعات السياحية. 7- تأثير السياحة البيئية على الثقافة الوطنية والشخصية الوطنية وعلى العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والأسر والجماعات. 8- تحسين أوضاع المستقبل المحتملة للسياحة البيئية والعمل على جني المكاسب من ممارسة السياحة البيئية كونها نشاط اقتصادي مهم وتأثيرها على تحسين البيئة وسلامتها.
أهمية السياحة البيئية: السياحة البيئية لها أهمية خاصة اكتسبتها من كونها تعمل على تحقيق مجموعة متكاملة من الأهداف وفي نفس الوقت تستمد أهميتها من ذاتها والتي تنبع من طبيعة الممارسة ويمكن التعرف على أهم الجوانب في النقاط التالية: • المحافظة على التوازن البيئي ومن ثم حماية الحياة الطبيعية البرية والبحرية والجوية من التلوث وبالتالي فإنها تستخدم كمنهج للوقاية بدلاً من أساليب المعالجة مما يحافظ على آليات تحقيق التوازن والصحة والبيئة. • وضع ضوابط الترشيد السلوكي في استهلاك المواد أو في استعمالها، أو استخراجها بما يحافظ على الصحة والسلامة العامة وتجدد الموارد وعدم هدرها أو فقدها أو ضياعها وفي نفس الوقت تحقيق أعلى قدر من المحافظة على الطاقة وسلامة المجتمع وحيويته وفاعليته. • توفر السياحة البيئية الحياة السهلة البسيطة البعيدة عن الإزعاج والقلق والتوتر بمنع الضوضاء والانبعاثات الغازية التي تؤثر على كفاءة الإنسان حيث تقترب به إلى الفطرة الطبيعية والحياة البسيطة الغير معقدة. • الأهمية الاقتصادية للسياحة البيئية المتمثلة في المجال الاقتصادي الآمن حيث تعد أماكن ممارسة السياحة البيئية من أكثر الموارد ندرة في العالم وبالتالي يمكن الاستفادة من عنصر الندرة في تحقيق التنمية المستدامة بما يمكن تحقيقه من العوائد والارباح، توفير فرص العمل والتوظيف للعاطلين، تنويع العائد الاقتصادي ومصادر الدخل القومي، تحسين البنية التحتية وزيادة العوائد الحكومية. • الأهمية السياسية للسياحة البيئية المتمثلة في الأمن البيئي بعدم تعرض الدول لإضطرابات بسبب عدم رضا الأفراد عن التلوث أو الإضرار بالبيئة ويتم تصحيح ذلك بالسياحة البيئية. • الأهمية الاجتماعية للسياحة البيئية حيث تعد السياحة البيئية صديقة للمجتمع حيث تقوم على الاستفادة مما هو متاح في المجتمع من موارد وأفراد حيث تعمل على تنمية العلاقات الاجتماعية وتحقيق وتحسين عملية تحديث المجتمع ونقل المجتمعات المنعزلة إلى مجتمعات منفتحة وتعمل على إبقاء المجتمع في حالة عمل دائم والتقليل من المخاطر الموسمية وما ينشأ عنها من قلق واضطراب إجتماعي. • الأهمية الثقافية للسياحة البيئية القائم على نشر المعرفة وزيادة تأثير المعرفة على تطوير وتقديم البرامج السياحية البيئية ونشر الثقافة المحافظة على البيئة والمحافظة على الموروث والتراث الثقافي الإنساني، وثقافة الحضارة والمواقع التاريخية، وصناعة الأحداث والمناسبات الثقافية والعمل على الاستفادة من الثقافة المحلية مثل الفنون الجميلة والآداب والفلوكلور وسياحة الندوات واللقاءات الثقافية. • الأهمية الإنسانية للسياحة البيئية حيث تعد نشاطا إنسانيا تعمل على توفير الحياة الجميلة للإنسان حيث تقدم له العلاج من القلق والتوتر وتوفر له الراحة والانسجام واستعادة الحيوية والنشاط والتوازن العقلي والعاطفي وصفاء النفس وعلاج لأمراض العصر.
السياحة البيئية "البرية والبحرية": يتسع مفهوم البيئة البرية ليشمل كافة الموجودات الكائنة على اليابسة، وبالنسبة للسياحة، تعني المساحات البرية التي تشكل نقاط جذب سياحي كالمسطحات الخضراء والصحاري والينابيع والأنهار والجبال والبحيرات والبراري والمحميات الطبيعية وما تحويه من حيوانات ونباتات بالإضافة إلى الموجودات الثقافية من آثار تاريخية أو مكونات صخرية أو ترابية أو رملية على سطح الأرض.
الجوانب السلبية للسياحة البيئية: أكدت دراسة علمية حديثة ان السياحة البيئية لها جوانب سلبية عديدة، وتعاني منها المخلوقات البحرية بشكل كبير وعلى رأسها الدلافين والحيتان، وأن الانشطة السياحية تؤثر على الدلافين والحيتان وأسماك القرش بشكل كبير، حيث تؤثر اصوات القوارب، وتدفع الضوضاء التي تسببها القوارب تلك الكائنات البحرية إلى رفع نبرة اصواتها التي تستخدم في التواصل مع بعضها البعض والى زيادة شعورها بالتوتر والقلق، مما يؤثر على اتزانها النفسي ودعت دراسة إلى ترشيد تلك الرحلات البحرية مما يحول دون تأثر تلك المخلوقات سلباً علي السياحة البيئية. الجدير بالذكر أن العمل على نشر الثقافة البيئية فضلاً عن الثقافة السياحية وزيادة الوعي سواء لدى الأفراد أو الأجهزة الحكومية هو ما يقتضي ضرورة توضيح مفاهيم وأسس ومبادئ الفكر البيئي في نفوس شرائح المجتمع منذ الصغر فاحترام البيئة يجب أن يكون شعوراً داخلياً لدى الجميع فضلاً عن قيام المسؤولين بنشر الثقافة البيئية والتعليم والتوجيه لأن حماية البيئة وحماية الأفراد هدف عام يجب أن تسعى إليه المجتمعات للعيش في بيئة آمنة ونقية.
إن حشد الطاقات والإمكانيات مع تضافر الجهود لمحاربة جميع المظاهر السلبية التي تجر إلى الإضرار بمنظومة البيئة ومفرداتها وتطبيق كافة المعايير البيئية عند إنشاء وتجهيز مشروعات المنتجعات والمدن والقرى السياحية حتى تصبح السياحة البيئية واضحة وصريحة وجزءاً من فلسفة المشروع، ومحاولة التقليل من زيادة الملوثات البيئية وحث الإدارات ذات الوظائف البيئية على دعم السياحة البيئية والعمل على زيادة نمو الوعي البيئي في مجال السياحة بصورة متسارعة ومتطورة نظراً لوجود قصور في الوعي البيئي في مجال السياحة، بل ويجب أن تكون هناك أهداف محددة ومرغوب فيها ومطلوب تحقيقها من خلال استراتيجية أو إطار عام أو سياسات يمكن اتباعها لتحقيق هذه الأهداف وتأكيد العلاقة الترابطية بين السياحة والبيئة فكلاهما خطان متوازيان يسعيان إلى تحقيق التفاعل والترابط فيما بينهما والعمل على إيجاد جائزة لأفضل منشأة حكومية أو خاصة في كيفية التعامل الأمثل في التخلص من النفايات الضارة بالبيئة.
السائح ليس وحده المسئول عن كل هذه الكوارث وإتلاف المناطق الأثرية أو السياحية لكن الطبيعة، والسكان الأصليين لهذه المناطق لهما دخل كبير في ذلك أيضاًً ويمكننا توضيح العلاقة بالجدول الآتي: المصادر الطبيعية المصادر البشرية 1- الكوارث الطبيعية: • الاهتزازات والزلازل • الأمطار والسيول • العواصف والرياح • الانهيارات • تلوث التربة • تلوث الهواء • تلوث الماء • الانفجارات النووية • الزحف العمراني 2. تغيرات مناخية: • تغير في درحات الحرارة. • الرطوبة • الأمطار • المياه الجوفية • وسائل صرف صحي غيرمتقدمة. • تزايد عدد السكان.
ونجاح السياحة البيئية المستدامة يرتبط بما نسميه بالقدرة الاستيعابية للعمليات السياحية الذي يتمثل قي أعداد السائحين وأنماط الزيارات اليومية وما يقومون به من أنشطة لأن البيئة تتعرض إلى تغيرات خارجة عن إرادة الإنسان أو السائح كما ذكرنا من قبل. بعض السلبيات: 1. تقوم المركبات دات المحركات بتدمير البيئة الفطرية وجمالياتها وتؤثر علي البيئه التاريخية والاثار. 2. المنشات السياحية التي لا تلتزم بنظم الإدارة البيئية السليمة. 3. تدفق السياح بأعداد كبيرة وغير مخططة مما يخرب الاثار التاريخية. 4. غياب التنمية المستدامة يجعل الاثار الايجابية للسياحة مؤقتة وتعقبها أثار سلبية علي المدي البعيد. 5. الزيادة في المخلفات الصلبة والصرف الصحي غير المعالج في البحار ومصبات المياه الطبيعية مع ارتفاع نسبة تلوث الهواء.
بعض الأمثلة على آثار السياحة السلبية على البيئة: - في نيبال يستهلك السائح نحو ستة كيلو غرامات من الحطب يوميا من أجل التدفئة، في بلد يفتقر إلى مصادر الطاقة. - في مصر يستهلك فندقا كبيرا من الطاقة الكهربائية بمقدار يعادل ما تستهلكه نحو 3600 أسرة متوسطة الدخل. - في جزر البحر الكاريبي تقوم السفن السياحية بإلقاء نحو 70.000 طن من المخلفات سنويا في البحر. - في الأردن يستهلك فندقا كبيرا من الماء بمقدار ما تستهلكه نحو 300 أسرة متوسطة الحجم والدخل، في بلد يعاني من شح في موارده المائية. - في المناطق السياحية والمطارات يساعد النقل الجوي على رفع درجة حرارة الهواء بنسبة 4%. في منطقة عسير بالسعودية تناقصت أعداد النمور نتيجة الصيد وازدياد أعداد الزائرين للمنطقة، مما أدى إلى تزايد أعداد القردة والسعادين في المنطقة.
وإذا انتقلنا بهذا المفهوم إلى مساحة الوطن العربي فإننا نلاحظ: أولاً: المساحات الصحراوية تغطي الجانب الأكبر من مساحة الوطن العربي. ثانياً الموقع الجغرافي العربي منح الخريطة العربية منافذ بحرية شاسعة فإقليمياً تطل على المحيطين الاطلسي غرباً والهندي جنوباً وعلى ثلاثة بحار رئيسية هي المتوسط والأحمر وبحر العرب جنوباً، مما يعني تمتع بلدان الوطن العربي بإمكانات سياحية بحرية هائلة وفرتها الشواطىء الرملية النظيفة الشاسعة والممرات البحرية الاستراتيجية كقناة السويس ومضايق باب المندب وهرمز وجبل طارق وهذا يقود بالتالي إلى ضرورة الاهتمام بسلامة هذه البيئة البحرية التي تشكل مقاصد سياحية مهمة وتشكل في الوقت نفسه ملاذاً لآلاف الأنواع من الكائنات البحرية ونباتات الشواطىء بالإضافة إلى «المشاهد الطبيعية» التي تعتبر ركناً بيئياً طبيعياً ينبغي حمايتها من زحف العمران وزحف الاستثمار السياحي الضار بالبيئة بل ويجب تطويع مشاريع الاستثمار السياحي لتتلاءم جمالياً وبيئياً مع البيئة المحيطة الأمر الذي يضاعف من متعة وفائدة السياحة ويحمي تلك المشاهد ويحمي آلاف الكائنات والمكونات البحرية.
والاهتمام العربى بالسياحة البيئية علي النحو التالي:
ان معظم الدول العربية تعاني بدرجات متفاوتة من تدهور الموارد وارتفاع معدلات التلوث وتتأثر بذلك الحالة الصحية للمواطنين، فقد صاحبت عملية النمو ظواهر سلبية متعددة، أبرزها في المدن، الضغط على المرافق العامة وقصورها في كثير من الأحيان عن تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وخصوصاً في مجالات توفير مياه الشرب والصرف الصحي والتخلص من المخلفات وكفاءة وسائل النقل العام وازدياد أعداد المركبات واختناقات المرور وانتشار الضوضاء وتلوث الهواء وتلوث الغذاء ويقتضي الأمر تضافر الجهود العربية والإقليمية والدولية للأخذ بالسياسات والخطط والبرامج والأساليب السليمة لتحسين نوعية البيئة وضمان الاستخدام الأمثل للموارد بما يحقق الظروف الصحية والنفسية والبيئية والمعيشية الملائمة للمواطن العربي ويتطلب ذلك: • إعداد وتنفيذ خطط العمل الوطنية لصحة البيئة التي تنسجم مع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والعمل على وضعها قيد التنفيذ الفعال من خلال التعاون النشيط بين القطاعات الوطنية المعنية. • الاهتمام بأن تضمن الاعتبارات الصحية في التقييم البيئي للمشروعات التنموية المختلفة. • تضافر الجهود بين مختلف الجهات الوطنية المعنية لوضع وتنفيذ الخطط للحد من الضوضاء وتأثيراتها الضارة على الصحة. • الارتقاء بمستوى خدمات صحة البيئة وأحوالها في المدن والقرى العربية في نطاق أسلوب متكامل لإدارة صحة البيئة. • تحقيق الإدارة البيئية السليمة للمخلفات الصلبة من خلال التداول الآمن للمخلفات. • زيادة كفاءة وسائل شبكات النقل وتحسين أنواع الوقود والتحول لاستخدام وسائل النقل ذات الأثر الأقل على البيئة. • استخدام معدات التحكم في التلوث الصناعي واتباع أنظمة الرقابة والرصد الفعال لمصادر التلوث. • وضع الأجهزة الفعالة لرقابة تلوث الغذاء وتشجيع إنشاء الجمعيات الأهلية لحماية المستهلك. • معالجة مخلفات الصرف الصحي والصناعي والزراعي قبل إعادة استخدامها وتطوير البحوث العلمية المتعلقة بموضوع البحث. • ترشيد استخدام المبيدات وتشجيع استخدام المقاومة الحيوية وكذلك المقاومة المتكاملة لمكافحة الآفات والتوسع في البحوث الزراعية الخاصة باستخدام الهندسة الوراثية لنقل بعض الصفات الخاصة إلى النباتات لمقاومة الأمراض. • رصد وحصر كميات الملوثات العضوية الثابتة المحظور استخدامها والتخلص الآمن منها بالاستفادة مما تتيحه المنظمات الدولية من إمكانات. • إعادة النظر في التصريح باستخدام بعض المنتجات الصناعية الخطيرة على الصحة. • استكمال التشريعات البيئية الوطنية لضمان صحة الإنسان والبيئة. • الاهتمام بالتربية البيئية ودمج الأبعاد البيئية والصحية في المواد التعليمية في مراحل التعليم المختلفة وتوعية وتثقيف المواطنين للحد من التدهور وحماية البيئة من التلوث. • أهمية برامج محو الأمية وخاصة في المناطق الريفية، في زيادة الوعي بقضايا البيئة والسلوكيات الرشيدة. • تفعيل دور المنظمات غير الحكومية في نشر التوعية والتثقيف الصحي والبيئي وتشجيع المواطنين على المشاركة الفعالة في حماية البيئة ووقاية أنفسهم. • دعوة الدول العربية لتبادل الخبرة والاستفادة مما توفره المنظمات العربية والإقليمية والدولية من إمكانات وخبرة فنية وخاصة في مجال الإرشاد والتدريب. • دعم وتطوير التعاون بين المنظمات العربية والإقليمية والدولية لمواجهة التحديات الصحية والبيئية المتزايدة وخاصة في مجال إعداد الدراسات والبحوث وتنظيم الحلقات الدراسية والتدريبية. ولقد وضعت الكثير من دول العالم مبادئ عدة للسياحة البيئية وشروطاً لممارستها منها: • توفر مراكز دخول محددة تزود السائح بالمعلومات اللازمة عن منطقة السياحة من خلال المجتمع المحلي للمنطقة. • إدارة سليمة للموارد الطبيعية والتنوع الحيوي بطرق مستدامة بيئيا. • وضع قوانين صارمة وفاعلة لاستيعاب أعداد السياح وحمايتهم وحماية المواقع البيئية في نفس الوقت. • دمج سكان المجتمع المحلي وتوعيتهم وتثقيفهم بيئيا وسياحيا، وتوفير مشاريع اقتصادية للدخل من خلال تطوير صناعات سياحية وتحسين ظروف معيشتهم. • التعاون من أجل إنجاح السياحة البيئية بتعاون مختلف القطاعات المختصة بالسياحة والبيئة معا.
أما الإجراءات العملية لتنظيم السياحة البيئية فلها معايير عدة منها: 1. احترام القوانين المحلية والإقليمية والعالمية المتعلقة بقضايا البيئة والمحافظة على التراث الحضاري. 2. مراعاة القدرة الاستيعابية وعدم تخطيها. 3. تنمية الوعي البيئي للسكان المحليين. 4. اختيار وسائل نقل غير ملوثة للبيئة. 5. تشجيع إعادة التدوير وإعادة التصنيع والزراعة العضوية.
علاقات صناعة السياحة مع البيئة والمجتمع والاقتصاد: السياحة عاملاً بارزاً في حماية البيئة عندما يتم تكييفها مع البيئة المحلية، والمجتمع المحلي، وذلك من خلال التخطيط والإدارة السليمة، ويتوفر هذا عند وجود بيئة ذات جمال طبيعي وتضاريس مثيرة للاهتمام، وحياة نباتية برية وافرة وهواء نقي وماء نظيف، مما يساعد على إجتذاب السياح. يتساوى كل من التخطيط والتنمية السياحية في الأهمية من أجل حماية التراث الثقافي لمنطقة ما. وتشكل المناطق الأثرية والتاريخية، وتصاميم العمارة المميزة وأساليب الرقص الشعبي، والموسيقي، والدراما والفنون والحرف التقليدية والملابس الشعبية والعادات والتقاليد وثقافة وتراث المنطقة عوامل تجذب الزوار، خاصة إذا كانت على شكل محمية يرتادها السياح بإنتظام، فتتعزز مكانتها أو تبقى ذات أهمية أقل، وكل ذلك يرجع للطريقة التي يتم بها تنمية السياحة وإدارتها. تعتمد مواقع السياحة الأكثر نجاحاً في الوقت الحاضر على المحيط المادي النظيف، والبيئات المحمية والأنماط الثقافية المميزة للمجتمعات المحلية. أما المناطق التي لا تقدم هذه المميزات فتعاني من تناقص في الأعداد ونوعية السياح، وهو ما يؤدي بالتالي إلى تناقص الفوائد الاقتصادية للمجتمعات المحلية.
السياحة البيئية من الناحية الاقتصادية: الشيء المطلق قي جميع التعريفات هو الاحترام للبيئة الفيزيائية والثقافية وتنمية أشكال من السياحة غير مسببة للدمار وغير مهينة للبيئة وذلك سيقدم إسهامات مالية لحماية البيئات والثقافات الطبيعية، وأيضا قام Goodwin بإضافة البعد الاقتصادي للجزء الخاص بحماية المصادر قي تعريفه للسياحة البيئية كالآتى: "السياحة البيئية سياحة ذات تأثيرات منخفضة على الطبيعة والتي تسهم قي صيانة النوع والعادات إما بطريقة مباشرة من خلال المساهمة قي عملية الحماية أو بطريقة غير مباشرة من خلال تزويد المجتمع المحلى بالدخل الكافى الخاص بالسكان المحليين وبالتالى سيقومون بحماية تراث منطقة الحياة البرية كمصدر للدخل.
نجد أن التعريفات السابقة تؤكد على أهمية الجانب الاقتصادي قي السياحة البيئية لعمليات الحماية وأهمية مشاركة المجتمعات المحلية قي عملية الحفاظ على البيئة بدلا من استبعادها، وفى النهاية فان مشروعات السياحة البيئية يجب أن تقابل المعايير التالية، فيجب عليها:
- أن تكون مستمرة "يتم تعريفها لكى تقابل احتياجات الحاضر بدون إرهاق القدرات البيئية لتواجه الاحتياجات المستقبلية". - إعطاء الزائر خبرة رائعة وفريدة تتسم بالوضوح. - الإبقاء على جودة البيئة.
الفوائد الاقتصادية والتنموية من السياحة البيئية: 1. دعم اقتصاد المناطق الريفية عن طريق السياحة البيئية عن طريق ابراز المقومات الطبيعية وعوامل الجذب السياحي. 2. تساعد السياحة البيئية علي التنمية الإقليمية باعتبارها مصدراً للدخل بالنسبة للسكان المحليين في مناطق الجذب السياحي. 3. المقاصد السياحية في ظل التنافس الحاد في السوق العالمي والتشريعات الخاصة بحماية المستهلك. 4. التسويق، حيث أصبحت البيئية تمثل عنصراً جيداً بالنسبة للأسواق السياحية عموماً.
وسائل دعم السياحية البيئية: أولاً: القطاع الحكومي: • العمل علي وضع السياسات الخاصة بالسياحة البيئية والمكونة من مجموعة من الأنظمة والقوانين والتشريعات. • العمل علي خلق التوازن بين الانشطة السياحية والبيئية بما يحقق التنمية المستدامة لمناطق الجذب السياحي. • دراسة وتقييم الاثر البيئي للمشاريع السياحية حيث تتم دراسة اي مشروع قبل الترخيص له ووضع التوصيات المتعلقة بالسياحة علي البيئة خاصة التي تقام في المناطق التراثية. • التوعية البيئية لكافة شرائح المجتمع من خلال وسائل الاعلام بأنواعها المختلفة. • تحديد الأماكن السياحية، والعمل على تشييد ودعم البني الأساسية، والخدمات المساندة. • وضع الخطط والبرامج الكفيلة بإنشاء وتنفيذ مشاريع السياحة البيئية بحيث تتوافق مع المحافظة على البيئة، والآثار والتراث الحضاري والثقافي. • العمل على جذب وتشجيع الاستثمارات في مجال السياحة البيئية، من خلال تقديم الحوافز والتسهيلات للمستثمرين السعوديين، والمستثمرين الأجانب. • الاهتمام بموضوع معالجة المخلفات الضارة بالبيئة، والاهتمام بالمنتزهات والحدائق العامة والمناطق الخضراء. • إنشاء المحميات التراثية والطبيعية ذات الأحكام الخاصة من أجل المحافظة على المواقع التراثية والمناطق الطبيعية في تلك المحميات، وفتح الفرص للمستثمرين السعوديين للاستثمار في هذه المواقع.
ثانياً: القطاع الخاص: 1. توفير البنية اللازمة لتنمية وتطور السياحة البيئية والممثلة في إنشاء الفنادق والمطاعم والملاهي والمرافق الخاصة بالمنشأت الرياضية. 2. التركيز علي توظيف العمالة الوطنية في كافة المشاريع التي تتعلق بالسياحية البيئية والعمل علي تدريبهم بما يناسب نوعية السياحة البيئية. 3. التفاوض مع الشركات الاجنبية في مجال السياحة البيئية. 4. التركيز علي تنويع المستويات في مشروعات السياحة البيئية لتناسب جميع فئات المواطنين. 5. اهتمام الجهة التدريبية بتنويع أماكن عقد الدورات التدريبية واستغلال تلك الدورات لتعريف المواطنين بمقومات السياحة البيئية.