محمد جادالله المدير العام
عدد المساهمات : 36 نقاط : 11735 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 18/02/2010 العمر : 36 الموقع : كلية العلوم الحضرية - قسم التخطيط الحضري
| موضوع: الجاسوسة التي بكت عليها جولدا مائير (الجزء الثاني) الجمعة 23 أبريل 2010 - 17:23 | |
| سفر بلا عودة
وقفت في الجزء الأول عند (.. وكنت لاأصدق أن هذه الجنة "إسرائيل " يتربص بها العرب ليدمروها!!) وهذا الجزء الثاني والأخير
سفر بلاعودة
وفيالقاهرة . . كان البحث لا يزال جارياً على أوسع نطاق، والشكوك تحوم حول الجميع، الىأن اكتشف أحد مراقبي الخطابات الأذكياء "من المخابرات المصرية" خطاباً عادياًمرسلاً الى فتاة مصرية في باريس سطوره تفيض بالعواطف من حبيبها. لكن الذي لفتانتباه المراقب الذكي عبارة كتبها مرسل الخطاب تقولن أنه قام بتركيب إيريال الراديوالذي عنده، ذلك أن عصر إيريال الراديو قد انتهى. إذن .. فالإيريال يخص جهازاًلاسلكياً للإرسال والاستقبال. وانقلبت الدنيا في جهازي المخابرات الحربيةوالمخابرات العامة وعند ضباط البوليس الحربي، وتشكلت عدة لجان من أمهر رجالالمخابرات، ومع كل لجنة وكيل نيابة ليصدر الأمر القانوني بفتح أي مسكن وتفتيشه. وكانت الأعصاب مشدودة حتى أعلى المستويات في انتظار نتائج اللجان، حتى عثروا علىجهاز الإيريال فوق إحدى العمارات.. واتصل الضباط في الحال باللواء فؤاد نصار مديرالمخابرات الحربية وأبلغوه باسم صاحب الشقة. . فقام بإبلاغ الفريق أول أحمد اسماعيلوزير الدفاع "قبل أن يصبح مشيراً" الذي قام بدوره بإبلاغ الرئيس السادات. حيثتبين أن الشقة تخص المقدم فاروق الفقي ، وكان بحكم موقعه مطلعاً على أدق الأسرارالعسكرية، فضلاً عن دوره الحيوي في منظمة سيناءوكان الضابط الجاسوس أثناء ذلكفي مهمة عسكرية بعيداً عن القاهرة. وعندما اجتمع اللواء فؤاد نصار بقائد الضابطالخائن. رفض القائد أن يتصور حدوث خيانة بين أحد ضباط مكتبه. خاصة وأن المقدم فاروقيعمل معه منذ تسع سنوات، بل وقرر أن يستقيل من منصبه إذا ما ظهر أن رئيس مكتبهجاسوس للموساد. وعندما دخل الخائن الى مكتبه.. كان اللواء حسن عبد الغني نائبمدير المخابرات الحربية ينتظره جالساً خلف مكتبه بوجه صارم وعينين قاسيتين فارتجفرعباً وقد جحظت عيناه وقال في الحال "هو أنت عرفتوا؟؟". وعندما ألقى القبض عليهاستقال قائده على الفور، ولزم بيته حزيناً على خيانة فاروق والمعلومات الثمينة التيقدمها للعدو. وفي التحقيق اعترف الضابط الخائن تفصيلياً بأن خطيبته جندته .. وأنه رغم إطلاعه على أسرار عسكرية كثيرة إلا أنه لم يكن يعلم أنها ستفيدالعدو. وعند تفتيش شقته أمكن العثور على جهاز اللاسلكي المتطور الذي يبث منخلاله رسائله، وكذا جهاز الراديو ونوتة الشفرة، والحبر السري الذي كان بزجاجة دواءللسعال. ضبطت أيضاً عدة صفحات تشكل مسودة بمعلومات هامة جداً معدة للبث، ووجدتخرائط عسكرية بالغة السرية لأحشاء الجيش المصري وشرايينه، تضم مواقع القواعد الجويةوالممرات والرادارات والصواريخ ومرابص الدفاعات الهامة. وفي سرية تامة . . قدمسريعاً للمحاكمة العسكرية التي أدانته بالإعدام رمياً بالرصاص.. واستولى عليه ندمشديد عندما أخبروه بأنه تسبب في مقتل العديد من العسكريين من زملائه من جراءالغارات الاسرائيلية. وأخذوه في جولة ليرى بعينه نتائج تجسسه. فأبدى استعداده مراتعديدة لأن يقوم بأي عمل يأمرونه به. ووجدوا – بعد دراسة الأمر بعناية – أنيستفيدوا من المركز الكبير والثقة الكاملة التي يضعها الاسرائيليون في هذا الثنائي. وذلك بأن يستمر في نشاطه كالمعتاد خاصة والفتاة لم تعلم بعد بأمر القبض عليه والحكمبإعدامه. وفي خطة بارعة من مخابراتنا الحربية، أخذوه الى فيلا محاطة بحراسةمشددة، وبداخلها نخبة من أذكى وألمع رجال المخابرات المصرية تتولى "إدارة" الجاسوسوتوجيهه، وإرسال الرسائل بواسطة جهاز اللاسلكي الذي أحضرته له الفتاة ودربته عليه. وكانت المعلومات التي ترسل هي بالطبع من صنع المخابرات الحربية، وتم توظيفها بدقةمتناهية في تحقيق المخطط للخداع، حيث كانت حرب أكتوبر قد اقتربت، وهذه هي إحدىالعمليات الرئيسية للخداع التي ستترتب عليها أمور استراتيجية مهمة بعد ذلك. لقدكان من الضروري الإبقاء على هبة في باريس والتعامل معها بواسطة الضابط العاشق،واستمر الاتصال معها بعد القبض عليه لمدة شهرين، ولما استشعرت القيادة العامة أنالأمر أخذ كفايته.. وأن القيادة الإسرائيلية قد وثقت بخطة الخداع المصرية وابتلعتالطعم، تقرر استدراج الفتاة الى القاهرة بهدوء.. لكي لا تهرب الى إسرائيل إذا مااكتشف أمر خطيبها المعتقل. وفي اجتماع موسع.. وضعت خطة القبض على هبة. . وعهدالى اللواء حسن عبد الغني ومعه ضابط آخر بالتوجه الى ليبيا لمقابلة والدها فيطرابلس حيث كان يشغل وظيفة كبيرة هناك. وعرفاه على شخصيتهما وشرحا له أن ابنته هبةالتي تدرس في باريس تورطت في عملية اختطاف طائرة مع منظمة فلسطينية، وأن الشرطةالفرنسية على وشك القبض عليها . . وما يهم هو ضرورة هروبها من فرنسا لعدم توريطها،ولمنع الزج باسم مصر في مثل هذه العمليات الارهابية. وطلبا منه أن يساعدهما بأنيطلبها للحضور لرؤيته حيث أنه مصاب بذبحة صدرية. أرسل الوالد برقية عاجلةلابنته. . فجاء ردها سريعاً ببرقية تطلب منه أن يغادر طرابلس الى باريس. . حيث إنهاحجزت له في أكبر المستشفيات هناك وأنها ستنتظره بسيارة إسعاف في المطار. . وأن جميعالترتيبات للمحافظة على صحته قد تم اتخاذها. ولكي لا تترك المخابرات المصريةثغرة واحدة قد تكشف الخطة بأكملها. . فقد تم إبلاغ السلطات الليبية بالقصةالحقيقية، فتعاونت بإخلاص مع الضابطين من أجل اعتقال الجاسوسة المصرية. وتم حجزغرفة في مستشفى طرابلس وإفهام الأطباء المسؤولين مهمتهم وما سيقومون بهبالضبط. وبعدما أرسل والدها رداً بعدم استطاعته السفر الى باريس لصعوبة حالته. . صح ما توقعه الضابطان، إذ حضر شخصان من باريس للتأكد من صحة البرقية وخطورة المرض،وسارت الخطة كما هو مرسوم لها، وذهب الاسرائيليان الى المستشفى وتأكدا من الخبر،فاتصلا في الحال بالفتاة التي ركبت الطائرة الليبية في اليوم التالي الى طرابلس. وعلى سلم الطائرة عندما نزلت هبة عدة درجات كان الضابطان المصريان في انتظارها،وصحباها الى حيث تقف الطائرة المصرية على بعد عدة أمتار من الطائرة الليبية. . فسألتهما: إحنا رايحين فين؟ فرد أحدهما: المقدم فاروق عايزيشوفك. فقالت: هو فين؟. فقال لها: في القاهرة. صمتت برهة ثم سألت: أمال إنتم مين؟ فقال اللواء حسن عبد الغني: إحنا المخابراتالمصرية. وعندما أوشكت أن تسقط على الأرض.. أمسكا بها وحملاها حملاً الى الطائرةالتي أقلعت في الحال، بعد أن تأخرت ساعة عن موعد إقلاعها في انتظار الطائرة القادمةمن باريس بالهدية الغالية. لقد تعاونت شرطة المطار الليببي في تأمين انتقالالفتاة لعدة أمتار حيث تقف الطائرة المصرية. .وذلك تحسباً من وجود مراقب أو أكثرصاحب الفتاة في رحلتها بالطائرة من باريس.. قد يقدم على قتل الفتاة قبل أن تكشفأسرار علاقتها بالموساد. وبلا شك. . فاعتقال الفتاة بهذا الأسلوب الماهر جعلهاتتساءل عن القيمة الحقيقية للوهم الذي عاشته مع الإسرائيليين. فقد تأكدت أنهم غيرقادرين على حمايتها أو إنقاذها من حبل المشنقة. وهذا ما جعلها تعترف بكل شيء بسهولةبالتفصيل. . منذ أن بدأ التحقيق معها في الطائرة بعد إقلاعها مباشرة. وبعد أيامقليلة من اعتقالها تبين لها وللجميع عجز الإسرائيليين عن حماية إسرائيل نفسها وعدمقدرتهم على إنقاذها. فقد جاءت حرب أكتوبر وتدمير خط بارليف بمثابة الصدمة التيأذهلت أمريكا قبل إسرائيل. فالخداع المصري كان على أعلى مستوى من الدقة والذكاء. وكانت الضربة صائبة غذ أربكت العدو أشلته. . لولا المدد العسكري الأمريكي.. والأسلحة المتطورة.. والصواريخ السرية. . والمعونات. . وإرسال الطيارين والفنيينالأمريكان كمتطوعين . لقد خسرت إسرائيل في ذلك الوقت من المعركة حوالي مائتيطائرة حربية. ولم تكن تلك الخسارة تهم القيادة الاسرائيلية بقدر ما خسرته من طيارينذوي كفاءة عالية قتلوا في طائراتهم، أو انهارت أعصاب بعضهم ولم يعودوا صالحينللقتال. ولقد سبب سقوط الطائرات الاسرائيلية بالعشرات حالة من الرعب بعد عدة أياممن بدء المعركة. . الى أن وصلت المعونات الامريكية لإسرائيل في شكل طيارين وفنيينووسائل إعاقة وتشويش حديثة. لا أحديعرفتبخرت أوهام الجاسوسة هبة سليم. . وأيقنت أنها كانت ضحيةالوهم الذي سيطر على فكرها وسرى بشرايينها لمدة طويلة للدرجة التي ظنت أنها تعيشالواقع من خلاله. . لكن.. ها هي الحقائق تتضح بلا رتوش أو أكاذيب. لقد حكم عليهابالإعدام شنقاً بعد محاكمة منصفة اعترفت صراحة أمامها بجريمتها.. وأبدت ندماًكبيراً على خيانتها. وتقدمت بالتماس لرئيس الجمهورية لتخفيف العقوبة ولكن التماسهارفض. وكانت تعيش أحلك أيامها بالسجن تنتظر تنفيذ الحكم. . عندما وصل هنري كيسنجروزير الخارجية الأمريكي – اليهودي الديانة – لمقابلة الرئيس السادات في أسوان فيأول زيارة له الى مصر بعد حرب أكتوبر.. وحملته جولدا مائير رسالة الى السادات ترجوهتخفيف الحكم على الفتاة. ومن المؤكد أن كيسنجر كان على استعداد لوضع ثقله كله وثقلدولته خلف هذا الطلب. وتنبه الرئيس السادات الذي يعلم بتفاصيل التحقيقات مع الفتاةوصدور الحكم بإعدامها.. الى أنها ستصبح مشكلة كبيرة في طريق السلام. فنظر الىكيسنجر قائلاً: "تخفيف حكم؟ .. ولكنها أعدمت.. !!". دهش كيسنجر وسأل الرئيس: "متى.. ؟" ودون أن ينظر لمدير المخابرات الحربية قال السادات كلمة واحدة: "النهاردة". وفعلاً .. تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً في هبة سليم في اليوم نفسه فيأحد سجون القاهرة. أما الضابط العاشق – المقدم فاروق عبد الحميد الفقي – فقداستقال قائده من منصبه لأنه اعتبر نفسه مسؤولاً عنه بالكامل. وعندما طلبت منهالقيادة العامة سحب استقالته، رفض بشدة وأمام إصرار القيادة على ضرورة سحباستقالته.. خاصة والحرب وشيكة. .اشترط القائد للموافقة على ذلك أن يقوم هو بتنفيذحكم الإعدام في الضابط الخائن. ولما كان هذا الشرط لا يتفق والتقاليد العسكرية. .وما يتبع في مثل هذه الأحوال. . فقد رفع طلبه الى وزير الدفاع "الحربية" الذي عرضالأمر على الرئيس السادات "القائد الأعلى للقوات المسلحة" فوافق فوراً ودونتردد. وعندما جاء وقت تنفيذ حكم الإعدام رمياً بالرصاص في الضابط الخائن. . لاأحد يعرف ماذا كان شعور قائده وهو يتقدم ببطء. . يسترجع في شريط سريع تسع سنوات مرتعليهما في مكتب واحد. . تسع سنوات كان بعضها في سواد الليل. . وبعضها تتلألأ خلالهومضات الأمل قادمة من بعيد. . الأمل في الانتصار على اليهود الخنازير القتلةالسفاحين.. وبينما كان يخطط لحرب أكتوبر كان بمكتبه هذا الخائن الذي باع الوطنوالأمن وقتل بخيانته أبرياء.. لا أحد يعرف ماذا قال القائد له. . وماذا كان ردالضابط عليه. . لا أحد يعرف. هل طلب منه أن ينطق بالشهادتين، وأن يطلب المغفرةمن الله؟. . . لا أحد يعرف. لكن المؤكد أنه أخرج مسدسه من جرابه. . وصوبه علىرأس الضابط وأطلق طلقتني عليه كما تقضي التعليمات العسكرية في حالةالإعدام
إنتهت
| |
|
محمد علي
عدد المساهمات : 35 نقاط : 10747 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 05/04/2010
| موضوع: وطنا الإثنين 2 أغسطس 2010 - 16:02 | |
| للاوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق تسلم وفي انتظار المزززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززززيد | |
|